بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : " الله خالقُ كل شئ " ومعناه : علم على ذات الحق الجامع لكل الصفات : انفرد به الحق , وكل الأسماء تابعة له , وهو الاسم الأعظم المتفق عليه عند خواص العارفين . وهو الاسم الدال على الذات المقدسية الجامعه للصفات الإلهية , المنفرد بالوجود والوجدانية " هل تعلم له سميا " .
وقد ذكر لفظ الجلالة في القرآن 980 مرة : واتخذ بعضهم هذا العدد إشارة إلى نهاية الورد اليومي , ولكل شئ سر وحكمة .
وهو أخص الأسماء , إذ لا يُطلقه أحد على غير ذاته ــ سبحانه ــ ومن خصائصه : أنه تُضاف إليه الأسماء على سبيل الوصف , وهو لا يضاف إلى الأسماء على أنه وصف لها . فتقول : ( الله الرحمن ) ولا تقول : ( الرحمن الله ) وقل : الله .. وليس في قلبك سواه .
ويطيب لي في هذا المقام أن اروى ما وقع بين أحد الرهبان والإمام أبي حنيفة , فقد قيل : أن راهبا سأل عن المسائل الآتية ؛ وطلب من عُلماء المسلمين الرد عليها , فأجابة الإمام ابو حنيفة .. وإليك وصف الحوار الذى دار بينهما :
قال الراهب : ماذا قبل الله ؟ فأجاب أبو حنيفه : هل تحسن العدد ؟ قال نعم . قال : ماذا قبل الواحد ؟ قال : لا شئ قبله . قال : إذا كان الواحد الفاني لا شئ قبله ــ فالله سبحانه ــ لا شئ قبله . ثم قال الراهب : في أى جهه يكون وجه الله ؟ قال : غذا أوقدت السراج ففي أي جهة يكون وجهه ؟ فقال ذلك نور يملأ المكان , وليس له وجهة . قال أبو حنيفة : إذا كان النور الزائل الحادث لا جهة له فوجه ربي ( جلا وعلا ) منّزه عن الجهة والمكان . قال الراهب : ماذا يفعل ربك الآن فأجاب أبو حنيفة : يرفع أقواما ويخفض آخرين " كل يوم هو في شأن " فخجل الراهب وانصرف .
وفي الأسماء الإدريسية السهروردية : ( يا الله المحمود في كل أفعاله ) . ومن خواصه لمن كانت له حاجه متعسرة كلما توجه لا تُقضى : يغتسل يوم الجمعه ويذكره داخل المسجد , ويقرؤه طوال الوقت حتى الصلاة : تقضى حاجته ــ كائنا ما كانت ــ إن شاء الله تعالى .
أسألكم الدعاء أختكم هبه
ليست هناك تعليقات: