مخلوق يبحث عن خالقه ( الجزء الأول ) - في حب الله عز وجل

728x90 AdSpace

أخر المواضيع
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

مخلوق يبحث عن خالقه ( الجزء الأول )




بسم الله الرحمن الرحيم

منذ فجر التاريخ والإنسان في صراع فكري دائم , يبحث بمقتضى فطرته , وطبيعة وجوده . عن خالقه وموُجده , وعن الحقيقة وما وراءها , والحياة وأسرارها , والأكوان وحكمة وجودها , والمادة وأصلها , والروح وكنهها .
وكم حاول ــ ولا يزال يحاول ــ معرفة سر الحياة , وإدراك لغز الكون , وحقيقة خالق الوجود.


وطالما تصور الإنسان الخالق بصور شتى تناسب ذوقه وعقليته .. وتعالى الله عما نقول علوا كبيرا . وهكذا يخلو الإنسان إلى نفسه , يسألها وتسأله , ويحاورها وتحاوره : أين راح ملايين البشر الذين كانوا قبلنا ؟ وأي جديد نراه إذا نظرنا إلى الماضي البعيد ؟ وكم ترددت هذه الكلمات  ما هذه الحياة ؟ وما الغرض من هذا الوجود ؟ وأين كان الإنسان قبل الآن ؟ وإلى أين المصير ؟ لا يدري الإنسان من أين أتى , ولا إلى أين يسير . وطالما تاقت نفسه إلى معرفة خالقه وموجده , ليتحبب إليه , ويتقرب منه , ويقبل عليه , لأنه يحس حاجته إليه , كما يحس الطفل حاجته إلى ثدي أمه , ويستشعر الحاجه إلى حماية خالقه , حيث لا أمل له إلا فيه , ليجد الاستقرار بجانبه , وحتى لا يعيش بين الظلام والضباب , والوهم والخيال , وقد رأى أن الحياة كعجلة تدور , ولا بد أن تأخذ دورتها كاملة حتى نهاية الحياة , فإذا بحث الإنسان فيما وراء الأكوان تخبط في دياجير الظنون والأوهام !!. عند هذا لا يجد بُدا من أن يدع الحياة إلى بارئها , والأكوان إلى خالقها , فما جئنا إلى الحياة برغبتنا , ولن نتركها بإرادتنا

 وتعالى معي ــ سيدي القارئ ــ بفكرك وعقلك ؛ لنقف على شاطئ الحياة مليا , ونفهم بعض أسرارها سويا , فسنرى ــ حين ننظر إلى الأطفال ــ أننا كنا أطفالا , وسنعلم ــ حين ننظر إلى الأموات ــ أنه لابد يوما أن نكون أمواتا , طال العمر أو قصر!!, وكذلك نعلم أن من مات اليوم كمن مات منذ الآف السنين , وأن الشباب لا يعود , والموتى لا يرجعون ..
والإنسان يقف أمام ذلك عاجزا عن دفع الضر عن نفسه , ولا يمكنه أن يتحكم في دقات قلبه , ولا في حركات أنفاسه , ومهما دق فكره , وقوى جسمه و وأرتقى عقله فإنه يجد نفسه مقهورا لقوة عُليا , إنها قوة ليس وراءها قوة , إنها قوة عاقلة مدبرة , سرمدية مبدعه , قاهره أزلية , قادرة أبدية , مسيطرة على كل شئ , ولا يسيطر عليها شئ , فلابد من الخضوع لها , وحينذاك يتطلع الإنسان من ثنايا ضعفه وعجزه إلى تلك القدرة القدسية المدبرة , فيعتصم بها , ويفئ إلى ظلها .. وهكذا يهديه تفكيره , وتقوده فطرته , إلى الالتجاء إلى خالق الوجود , الذي تنطق الموجودات بوجوده , وتؤكد وحدانيته , وتشهد أنه لولاه ما كانت هذه الكائنات . ومن هنا يتقرب الإنسان إليه , ويُقبل عليه ؛ لأنه ــ سبحانه ــ ملاذ النفس , وملجأ القلب , فيجد عنده القوة والنصر والراحة والأمان والأمن من الحيرة والضلال , والفصل بين الحقيقة والخيال فكل من في الوجود منه , وإليه يعود .. والإيمان بالخالق ذخيرة من القوة , تمد البشرية بزاد صالح , لا تستمده من غير هذا الطريق , فإن وجود الخالق واضح , وتوضيح الواضح إشكال , وإنكار الواقع عمى وضلال.. ( يتبع )


انتظروا الجزء الثاني بمشيئة الله تعالى


أسألكم الدعاء أختكم هبه


مخلوق يبحث عن خالقه ( الجزء الأول ) Reviewed by Unknown on 9:44 ص Rating: 5 بسم الله الرحمن الرحيم منذ فجر التاريخ والإنسان في صراع فكري دائم , يبحث بمقتضى فطرته , وطبيعة وجوده . عن خالقه وموُجده ...
رسالة أحدث
السابق
هذا أخر المواضيع

هناك تعليق واحد:

  1. يا سلااااااااام جزاكم الله خيرا
    هذا من نفائس درر المقال

    ردحذف