قال تعالى : " هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام " . ومعناه : الذى سلمت ذاته وصفاته من كل نقص وآفة , والمسلّم عباده من المهالك , فلا سلامة إلا وهي منه صادرة , سبحانه وتعالى ناشر السلام بين الأنام .
فعليك ايها الذاكر بسلامة جوارحك من الآثام , وقلبك من الخواطر والأوهام .
فمن كان بربه ابتهاجه , كان به ارتقاؤه ومعراجه , وحظ الذاكر المسلم من أخيه ثلاثة : إن لم ينفعه فلا يضره , وإن لم يسره فلا ينفعه , وإن لم يمدحه فلا يذمه .
حُكى عن سيدى إبراهيم بن أدهم رحمه الله انه قال : كنت نزعت من باطنى حُب أكل الفواكه لها إلا حب الرمان , فمررت برجل به مرض شديد , حتى إن الزنابير تنهش لحمه , فسلمت عليه , فرد على السلام بأسمى من غير معرفة سابقة , فقُلت في نفسى : لو كان هذا حاله مع الله تعالى لدعاه أن يخلصه مما هو فيه , فقال لي على الفور : الغيبة حرام .. ادعُ الله أن يخلصك من شهوة الرمان , فإن لدغة الزنابير على الأجسام أهون من لدغ الشهوات على القلوب والأبدان , أما أنا فلا أترك الفاكهة زُهداً فيها , ولكن أكره أن أُعطى نفسى مُشتهاها .
اللهم خلصنا من ظلمة الغفلة والبعاد , وامنحنا دوام الذكر وحُسن الاعتقاد , وامنُن علينا بما مننت على أهل التقى والوداد . آمين .
أسألكم الدعاء أختكم هبه
ليست هناك تعليقات: