قال تعالى : " غافر الذنب وقابل التوب " ومعناه : يستر ذنوب عباده , ويمحوها بالتوبة : " وإنى لغفار لمن تاب " .
واعلم أن الآيات الواردة في المغفرة كثيرة . قال تعالى " إن الله يغفر الذنوب جميعاً " وقال : " ومن يغفر الذنوب إلا الله " وقال : " وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظُلمهم " وهو سبحانه ستار على من عصاه . ومغفرة الله للناس ستر ذنوبهم , فيغفر الذنوب وإن كانت كبيرة , ويستر العيوب وإن كانت كثيرة .
وتخلقُك بهذا الاسم أن تعفو عمن أساء إليك . قال صلى الله عليه وسلم : ( من ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته يوم القيامة ) . و( سبحان من أظهر الجميل , وستر القبيح ) .
ولهذه المناسبة رُوى أن عيسى عليه السلام مر مع الحواريين على كلب ميت مُنتن , فقالوا : ما أنتن هذه الجيفة ! فقال عيسى عليه السلام : ما أحسن بياض أسنانه , تنبيهاً إلى أنه ينبغى أن يُذكر من كل شئ أحسنهُ .
ومن أحب أن يكثر ماله وولده , ويُبارك الله في رزقه فليقل : ( أستغفر الله إنه كان غفارا ) في اليوم والليلة سبعين مرة , فإن الله ــ سبحانه وتعالى ــ يقول : " استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يُرسل السماء عليكم مدراراً * ويُمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً " .
واقرأ معى حديث النبى صلى الله عليه وسلم : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً , ومن كل ضيق مخرجاً , ورزقه من حيث لا يحتسب ) . فلازم يا سيدى الاستغفار , لتكون من البررة الأطهار . رزقنا الله ثواب الدنيا وحُسن ثواب الآخرة .
أسألكم الدعاء أختكم في الله هبه
ليست هناك تعليقات: