قال تعالى : " هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس " . ومعناه : شديد التنّزه عما يقول المبطلون , الطاهر المنّزه عن النقص وموجبات الحدوث , والمنّزه عما لا يليق به . نعم إنه منّزه عن كل وصف يدركه حس , أو يتصوره خيال أو وهم , وفي الأثر : ( كل ما خطر ببالك فهو هالك , والله غير ذلك ) . فلينزه الذاكر نفسه عن الشهوات البشرية التى تدفع الناس إلى الإنغماس في الملذات الجسدية ؛ لأن الوقوف عند حد الشرع واجب , قالها سيدي عبدالرحيم القنائي حينما رأى شابا جميلا أمامه , فجرى وهرب من أمامه وقال : لا يجرؤ على الشبهات إلا من تعرض للمخالفات , والإنسان غير معصوم .
وخير الولاية والعلم ما كان معه الأدب .
ومما شاهدته عند تلاوة هذا الأسم ؛ أن الجوارح والحواس لا تشتهى معصية وقت ذكره , فالعين تكره النظر إلى ما حرم الله , وأُلأذن تأبى سماع ما يغضب الله , لأن للأسم تأثيرا على سائر جوارح الجسد ؛ فعلى الذين يريدون أن يتحرروا من شهوة الجسد وربقة المعاصى ان يلازموا ذكر هذا الاسم الشريف ليُذهب الله عنهم رجس الشيطان.
ومما جربته : أن من تعتريهم الوسوسة يصلح لهم ذكر : ( سبحان الملك القدوس الخلاق , إن يذهبكم ويأت بخلق جديد , وما ذلك على الله بعزيز ) . وهذا مجرب أكيد
وجاء في الأسماء الإدريسية السهروردية :
( ياقدوس الطاهر من كل سوء فلا شئ يُعادله من جميع خلقه ) .
ويصلح ذكره لمن يتكلم الناس في حقه وعرضه ــ تنعقد السنة الناس عنه ولا يذكرونه بسوء . ونيتك هي مطيتك .
أسألكم الدعاء أختكم هبه
ليست هناك تعليقات: